
أغرب شخصيات السينما التي لا تُنسى
رحلة داخل عقول صنعت الدهشة على الشاشة
في تاريخ السينما الطويل والمُزدهر، اعتدنا على رؤية الأبطال الخارقين، العشاق، المجرمين، وحتى الأشرار الكلاسيكيين. ولكن في كل عقد تقريبًا، تخرج لنا الشاشة الكبيرة بشخصيات غريبة، غير مألوفة، لا تنتمي إلى التصنيفات المعتادة. تلك الشخصيات التي تجعلك تتوقف، تُفكر، وربما تتساءل: “ما الذي شاهدته للتو؟” شخصيات لا يمكن تصنيفها بسهولة، لأنها خارجة عن المألوف — وفي أحيان كثيرة، تُصبح من أكثر الشخصيات أيقونية في عالم السينما.
في هذه المقالة، سنغوص في عالم أغرب شخصيات السينما التي حفرت أسماءها في الذاكرة الجماعية للمشاهدين. لا لأننا نتعاطف معها فقط، بل لأنها ببساطة… لا تُنسى.
1. الجوكر (Joker) – تجسيد الجنون والفوضى
من الممكن أن نبدأ هذه القائمة بأي شخصية، ولكن من المستحيل تجاهل الجوكر، تحديدًا في تجسيد هيث ليدجر في فيلم The Dark Knight (2008) وواكين فينيكس في Joker (2019). في كل مرة يظهر فيها الجوكر، نشعر بأننا أمام مرآة مظلمة للواقع – شخصية فوضوية، مجنونة، ولكنها تحمل صدقًا مزعجًا.
الجوكر ليس مجرد شرير؛ إنه تجسيد للفوضى النقية. طريقته في التفكير، أسلوبه في التلاعب، وضحكته المريبة، كلها عناصر جعلته واحدًا من أغرب وأكثر الشخصيات السينمائية تأثيرًا.
2. إدوارد ذو الأيدي المقصات – Edward Scissorhands (1990)
عندما نتحدث عن الغرابة الممزوجة بالحزن والجمال، لا يمكن تجاهل شخصية إدوارد من فيلم تيم بورتون الشهير. صُمم إدوارد ليكون إنسانًا، لكنه لم يكتمل – فبدلاً من الأيدي، يمتلك مقصات.
الغريب في هذه الشخصية ليس فقط مظهره، بل أيضًا عزلته وبراءته التي تتناقض مع مظهره المخيف. تيم بورتون ومن خلال أداء جوني ديب، قدّم شخصية ستبقى في الذاكرة كرمز للغربة والانتماء.
3. تايلر ديردن – Tyler Durden (Fight Club, 1999)
شخصية تايلر ديردن، التي جسدها براد بيت، ليست فقط غريبة، بل خادعة. هو الصورة المضادة للمجتمع الاستهلاكي، المتمرد، الجذاب، الفوضوي، والذي في النهاية… لم يكن موجودًا أساسًا!
الغريب في تايلر ليس تصرفاته فقط، بل كونه إسقاطًا لعقل مضطرب يبحث عن معنى في عالم بلا معنى. الفيلم بأكمله يأخذنا في رحلة عبثية، لا تُكشف حقيقتها إلا في نهايته، مما يجعل من تايلر ديردن أحد أكثر الشخصيات إثارة وتحليلًا.
4. غولوم – Gollum (The Lord of the Rings)
من كان يتخيل أن شخصية صغيرة الحجم، ذات صوت غريب، وحركات ملتوية، يمكن أن تحظى بهذا القدر من التعاطف؟ غولوم، أو “سميغول” كما كان يُعرف سابقًا، هو مثال حي على كيف يمكن للطمع والشر أن يُحولا الإنسان إلى كائن مشوه – جسديًا ونفسيًا.
غولوم ليس فقط غريبًا، بل أيضًا مأساويًا. كل مشهد يظهر فيه، يحمل صراعًا داخليًا بين الخير والشر. تلك الهمسات، وتردده في اتخاذ القرار، جعلت منه شخصية معقدة لا تُنسى.
5. بيتي بوجلو – Beetlejuice (1988)
حين نذكر الكوميديا السوداء والغرابة الصريحة، لا بد أن نذكر بيتلجوس – الروح المشاكسة التي لا تتوقف عن إثارة الفوضى. الفيلم نفسه خارج عن المألوف، وشخصية بيتلجوس تجسد هذه الروح بامتياز.
مكياج مبالغ فيه، ملابس غير متناسقة، وضحك هستيري، كلها تجتمع لتصنع واحدة من أغرب شخصيات السينما وأكثرها مرحًا رغم خلفيتها “الميتة”.
6. أليكسا – Ex Machina (2015)
في عالم الذكاء الاصطناعي، ظهرت شخصية أليكسا كروبوت تمتلك مشاعر وقدرات تحليلية تتجاوز الإنسان. الغرابة هنا تكمن في البرود والتحليل العميق الذي تقوم به، والذي يقودها في النهاية إلى اتخاذ قرار مخيف.
الفيلم يُطرح كسؤال فلسفي: من الأذكى؟ الإنسان أم من صنعه؟ أليكسا شخصية مرعبة لأنها قريبة جدًا من المستقبل القريب.
7. دكتور فرانك إنفورتر – The Rocky Horror Picture Show (1975)
ليس هناك شيء “مألوف” في هذه الشخصية. فرانك إنفورتر هو عالم مجنون، ولكن أيضًا مغنٍ، وممثل، ومُثير للجدل. مزيج غريب من الجمال والرعب، من الفكاهة والجنون.
الغرابة هنا ليست فقط في الأزياء أو التصرفات، بل في قدرة الشخصية على تحدي كل ما هو تقليدي. فيلمه تحوّل إلى ظاهرة ثقافية، بفضل تلك الشخصية الغريبة التي لا تشبه أحدًا.
8. أماديوس – Amadeus (1984)
رغم كونه عبقريًا في الموسيقى، إلا أن شخصية موزارت التي قدمها الفيلم لم تكن متوقعة. ضحكته الصاخبة، سخريته، وتصرفاته الطفولية، كلها جعلت منه شخصية سينمائية غريبة وفريدة.
موزارت في هذا الفيلم ليس فقط موسيقيًا عبقريًا، بل أيضًا شخصًا يعيش خارج نطاق التقاليد، بطريقة تجعل من عبقريته شيئًا صعب التحمل لمن حوله.
لماذا نعشق الشخصيات الغريبة؟
قد يبدو للوهلة الأولى أن الشخصيات الغريبة لا تمت للواقع بصلة، ولكن الحقيقة أن جاذبيتها تنبع من قدرتها على كسر النمطية. نحن نحب ما هو غير متوقع، ما يجعلنا نُفكر، نضحك، أو حتى نشعر بعدم الارتياح. الشخصيات الغريبة تجذبنا لأنها:
- تعكس جانبًا من أنفسنا نخجل منه أحيانًا.
- تُحطم الصورة النمطية للبطل أو الشرير.
- تجعلنا نتساءل عن الحدود بين الواقع والخيال.
- تخلق لحظات لا تُنسى على الشاشة.