
حكايات خلف الكواليس من أشهر المسلسلات: النجاح والتحديات
عالم صناعة التلفزيون مليء بالأسرار والأحداث غير المتوقعة التي تحدث خلف الكواليس. فبينما يشاهد الجمهور المسلسلات ويستمتع بأحداثها وشخصياتها، يوجد هناك عالم آخر مخفي عن الأعين، حيث تتشابك الأحداث البشرية والفنية في أجواء مليئة بالإبداع والتحديات. في هذه المقالة، سنأخذك بجولة شيّقة خلف الكواليس لنتعرف على بعض الحكايات التي لا يعرفها سوى القليلون حول أشهر المسلسلات.
1. “صراع العروش” (Game of Thrones): الإرث الذي أثار الجدل
عندما نتحدث عن المسلسلات التي تركت بصمة عميقة في تاريخ الدراما التلفزيونية، يأتي اسم “صراع العروش” في المقدمة. لكن ماذا كان يحدث خلف الكواليس؟
أحد أكثر الحوادث غرابة هو مشهد “الزواج الأحمر”، الذي أذهل المشاهدين عندما تم قتل شخصيات رئيسية بشكل مفاجئ. هذا القرار لم يكن سهلاً على الكتاب والممثلين. كيت هارينغتون، الذي لعب دور “جون سنو”، قال إنه بكى بعد قراءة الحلقة لأول مرة، لأنه شعر بأن نهاية بعض الشخصيات كانت صادمة للغاية.
وفي واحدة من أكثر اللقطات شهرة، حيث تم قتل “شيرين” ابنة “ستانيس باراثيون”، رفضت الممثلة الصغيرة كيري إنغليس تصوير المشهد في البداية بسبب قسوته. وبعد نقاش طويل مع المنتجين، تم إقناعها بأن هذا المشهد ضروري لخدمة القصة.
كما أن الأجواء الباردة في مواقع التصوير الخارجية جعلت الممثلين يواجهون تحديات كبيرة. على سبيل المثال، خلال تصوير مشاهد “الجدران الشمالية”، كان طاقم العمل يعاني من درجات حرارة تتراوح بين -20 و-30 درجة مئوية. هذا أجبرهم على ارتداء ملابس خاصة تحت أزيائهم لحمايتهم من البرد القارس.
2. “فريندز” (Friends): الضحك الحقيقي وراء الكاميرا
يعتبر “فريندز” واحدًا من أكثر المسلسلات كوميدية في التاريخ، لكن هل كنت تعلم أن الكثير من الضحك الذي سمعته كان حقيقيًا وليس مجرد تمثيل؟
في أحد الحوادث الطريفة، أثناء تصوير مشهد “روسي” وهو يحاول إصلاح التلفاز باستخدام مطرقة، لم يتمكن الممثل ديفيد شويمر من إخفاء ضحكته، مما أدى إلى إعادة تصوير المشهد عدة مرات. وفي النهاية، قرر المخرج استخدام اللقطة الأصلية لأن الضحك كان يبدو طبيعيًا وغير مبالغ فيه.
أما بالنسبة للعلاقة بين أبطال المسلسل، فقد كانت علاقة صداقة حقيقية خلف الكواليس. الممثلون الستة – جينيفر أنيستون، وكورتني كوكس، وليزا كودرو، وماثيو بيري، وديفيد شويمر، ومات لو بلان – كانوا دائمًا يدعمون بعضهم البعض. في الواقع، كانت هناك جلسات طويلة من الضحك والحديث قبل التصوير، مما ساعد على بناء تلك الكيمياء التي أحبها الجمهور.
لكن الحياة خلف الكواليس لم تخلُ من التحديات أيضًا. ماثيو بيري، الذي لعب دور “تشاندلر”، كان يعاني من مشاكل إدمان خطيرة أثناء التصوير. ومع ذلك، استطاع أن يتجاوز هذه المرحلة بمساعدة زملائه وأصدقائه في المسلسل.
3. “بريكينغ باد” (Breaking Bad): الإبداع في أدق التفاصيل
“بريكينغ باد” ليس فقط مسلسلًا عن رجل يتحول إلى تاجر مخدرات، بل هو عمل فني يعكس التفاصيل الدقيقة في كل جانب من جوانبه. ولكن كيف كان الوضع خلف الكواليس؟
واحدة من أكثر القصص إثارة هي كيفية اختيار الممثل برايان كرانستون لدور “والتر وايت”. في البداية، كان هناك اعتراض من بعض المسؤولين في الشبكة، الذين اعتقدوا أن كرانستون قد يكون “لطيفًا جدًا” لهذا الدور. لكن المخرج فنسنت غيليغان أصر عليه، قائلاً إنه يستطيع تقديم تعقيدات الشخصية بشكل لا يُنسى.
ومن جهة أخرى، كان هناك تحدي كبير يتعلق بالتصوير في مواقع نائية. على سبيل المثال، مشاهد “الصحراء” التي كانت تظهر فيها شخصية “جيسي” و”والتر” أثناء تصنيع الميثامفيتامين، كانت تُصور في أماكن بعيدة جدًا عن المدينة، مما جعل التنقل والعمل صعبًا للغاية. ومع ذلك، فإن هذه البيئة الصحراوية القاسية أعطت للمسلسل طابعًا واقعيًا ومميزًا.
إضافة إلى ذلك، كان هناك اعتماد كبير على المؤثرات البصرية لإنشاء مشاهد الانفجارات والحوادث. في أحد المشاهد الشهيرة، حيث انفجرت سيارة أمام “والتر” و”جيسي”، تم استخدام أكثر من 500 كيلوجرام من المواد المتفجرة، مما جعل اليوم كله يمر بتوتر وحذر شديد.
4. “لعبة العروش” (La Casa de Papel): التعاون الدولي
مسلسل “لعبة العروش” الإسباني (La Casa de Papel) الذي أصبح ظاهرة عالمية، له أيضًا قصصه الخاصة خلف الكواليس.
أحد أبرز التحديات كان التعامل مع اللغة. عندما قررت شبكة “Netflix” شراء حقوق المسلسل وإعادة إنتاجه، كان هناك قرار بتقديم نسخة مدبلجة باللغة الإنجليزية. لكن الممثلين الأصليين كانوا مترددون في البداية، خوفًا من أن يفقد العمل روحه الأصلية. ومع ذلك، وبعد العديد من النقاشات، تم الاتفاق على أن تكون النسخة المدبلجة إضافة جديدة دون أن تؤثر على النسخة الإسبانية.
ومن جهة أخرى، كانت هناك أجواء من المرح والتعاون بين الممثلين. على سبيل المثال، الممثلة أورسولا كوربيرو، التي لعبت دور “طوكيو”، كانت تحرص دائمًا على إدخال أجواء من الضحك والطاقة الإيجابية بين الفريق، حتى أثناء التصوير في ساعات متأخرة من الليل.
**5. “الأصدقاء” العرب: “باب الحارة”
“باب الحارة”، المسلسل السوري الذي أصبح أيقونة في العالم العربي، له أيضًا قصصه الخاصة خلف الكواليس.
أحد الحوادث الغريبة حدث أثناء تصوير مشهد اشتباك بالأيدي بين شخصيتين رئيسيتين. بسبب الحماس الزائد، تطور الاشتباك إلى مشاجرة حقيقية بين الممثلين، مما أدى إلى توقف التصوير لبعض الوقت. في النهاية، تم حل الخلاف وعاد الجميع إلى العمل.
كما أن الأجواء الاجتماعية السورية في مواقع التصوير كانت تعكس روح المجتمع التقليدي. الممثلون كانوا دائمًا يقدمون الطعام لبعضهم البعض، ويتبادلون القصص والذكريات، مما ساهم في بناء كيمياء قوية بين الشخصيات.